Skip to content
يحيي حزب الاتحاد من أجل التغيير والرقي على غرار الجزائر كافة، ذكرى مجازر الثامن ماي وهي مناسبة تعطينا الفرصة لكي نجدد العهد والوفاء لأولئك الذين توجوا بتضحياتهم تاريخ الجزائر، حيث يعتبر من بين المحطات الرمزية لكنها تبقى مع ذلك ضرورية وهامة تؤرخ مسارنا الكفاحي.

في الثامن ماي خرج مئات الآلاف من الجزائريات والجزائريين في معظم ربوع التراب الجزائري للمطالبة بالاستقلال الموعود، هذا بعد انهزام المعسكر النازي و نهاية الحرب العالمية الثانية، على الخصوص بمناطق خراطة، سطيف وقالمة التي عرفت مجازر لم يسبق لها مثيل.
إستعمل الاستعمار الفرنسي جميع وسائل الحروب والاقتتال لخنق تطلعات الشعب للتحرر والاستقلال، والتي عبر عنها من خلال المظاهرات الحاشدة السلمية، في حين واجهتها السلطات الإستعمارية بالاسلحة واستعملت الطائرات الحربية أسطولها العسكري، زرعت الابادة والفناء، وخلقت الترهيب في نفوس الجزائريات والجزائريين لمعاقبتهم على تجرؤهم بعفوية للمطالبة بالإستقلال و إنهاء التواجد الإستعماري بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.

مجازر 8 ماي 1945 كانت منعرجا هاما لكشف نوايا الاستعمار على البقاء، لكن المناسبة تعد منارة بارزة رسخت وأضاءت بالوقت ذاته النضال المسلح كوسيلة لانتزاع الاستقلال والذي جُسد في ثورة نوفمبر الخالدة بفضل تضحيات جِسام.

من جهة ثانية تنطوي هذه الذكرى على دلالات تاريخية وقانونية، فالشعب الجزائري دفع الثمن باهظا، في شكل تصفية عرقية، لكنه لم يتنازل يوما عن مسعاه و مطلبه الشرعي في الانعتاق و التحرر من قبضة الإستعمار وطموحه لممارسة سيادته فوق أراضيه بكل حرية وشرعية.

اننا منطلقون من فكرة ضرورة ترسيخ هذه الوقفات التاريخية لأن التاريخ ليس مسألة معرفية تتوقف عند حدود العلم بالشيء أو وصفه، بل هي معالم نسترشد بها طريقنا نحو المستقبل كونها توثق وقفات تاريخية، ولهذا ندعوا الاساتذة المؤرخين للتعمق في دراسة الحدث من منظور لاسياسي بل بمنظور موضوعي وعلمي فحسب.

الله يرحم الشهداء
من أجل جزائر أفضل
الجزائر في 2022/05/08