نحيي الذكرى الستين لجرائم الإبادة الجماعية للدولة الفرنسية الاستعمارية ضد مدنيين جزائريين تظاهروا سلميا للمطالبة بحريتهم اثر حظر التجول المفروض عليهم بطريقة عنصرية و انتقاءية تحت ادارة السلطة الفرنسية للجنرال دي غول، و بتنفيذ الجلاد موريس بابون المحترف في الإبادة الجماعية. و لقد سبق لهذا الجلاد ارتكاب مجازر جماعية في مناطق قالمة و خراطة و سطيف اللتي كان يديرها من منصبه من محافظة الجزائر أو كمسؤوول مباشر عن محافظة قسنطينة نهاية 1945 عندما قام باخفاض عدد مجازر جرائمه ضد الإنسانية في مايو 1945 .
كما كان مسؤوولا عن السياسة الاستعمارية الفرنسية المتمثلة فى التعذيب و الاختطافات بمساعدة الجنرال الجلاد اوزاريس المنتهجة في مراكز التعذيب بشرق الجزائري مثل مزرعة امزيان الشهيرة في منطقة الحامة بوزبان قسنطينة . و قد كانت الجرائم المرتكبة ضد الجزائريين بباريس في 17 اكتوبر 1961 تحت المسؤولية المباشرة لمرتكبي الإبادة الجماعية دوي الخبرة تنفيدا للتعليمات الصارمة للجنرال دي غول شخصيا.
و قد ارتكبت هذه المذابح في حق المدنيين الابرياء و المسالمين القاطنين في منطقة باريس ، بشكل مممنهج و على نطاق واسع . الا ان هذه المجزرة تم اختزالها إلى حادث عارض بمثابة رد فعل قوات الأمن في مواجهة هجمات المتظاهرين السلميين الجزائريين و اللتي خلفت رسميا قتيلين من جانب المتظاهرين و قتيل من جانب قوات الأمن.
و الا غابة اليوم فإن السلطات الفرنسية و وسائل أعلامها تعترف بوفاة 150 إلى 200 ضحية. هذه المجازر من الجزائريين و لم تسجل أي وفاة من الجانب الفرنسي . و الملاحظ أن توجيهات السلطات الفرنسية الرسمية أمرت بإخفاء حقيقة عدد الضحايا لهذه الجرائم و لم تعترف بها رغم مرور ستين عاما على الجريمة .
ضد الانسانية بجريمة دولة.
إذ مازالت السلطات الفرنسية و مختلف وسائل الاعلام إلى يومنا هذا لم تظهر حقيقة الأرقام لضحايا هذه المجازر و تخفيها بل حتى تقلل من حجمها إلى عشرات الضحايا غرقوا رميا بالرصاص في نهر السان، رغم أن هذا النهر ظل يرمي جثث الضحايا بالمئات و اللتي تجاوزت بمجملها الألف.
.رغم أنه كان بالإمكان التحقيق من العدد الحقيقي للضحايا من خلال التعداد السكاني و الارتفاع الغير الطبيعي في عدد القبور المجهولة في هذه الفترة (اكتوبر 1961) بمنطقة باريس و تلك المدفونة تحت علامة × 3 و الدليل الإضافي على ذلك هو ما شهدته عشرون بلدية في ايل دي فرانس (région d’îles de France) اللتي ماتزال إلى يومنا هذا قلقة بسبب هذه الظاهرة في مقابرها على طول نهر السان (la Seine) في اتجاه مجرى النهر بباريس .
لهذا فنحن كجزائريين سنظل مخلصين لكفاحنا من أجل التحرير و سنواصل نضالنا بلا هوادة من أجل كشف الحقيقة عن كل جرائم الاستعمار اللتي لا تغتفر.
و نطالب بانصاف شهدائنا و ضحايانا.
في الجزائر 17 اكتوبر 2021.
السيدة زبيدة عسول
رئيسة حزب الإتحاد من أجل التغيير و الرقي.